فورتنايت تواجه دعوى قضائية بسبب خداع اللاعبين.. والفيدرالية تقرر تعويضهم بـ 72 مليون دولار
تستمر لعبة فورتنايت في إثارة الجدل، بعد أن تم رفع دعوى قضائية ضدها بتهمة خداع اللاعبين ودفعهم لإنفاق أموال ضخمة على عناصر غير ملموسة داخل اللعبة. وتظهر الأنباء الجديدة أن اللعبة ستدفع تعويضًا قدره 72 مليون دولار للاعبين المتضررين من هذه الممارسات. فما هو وراء هذه القضية؟ وكيف تم اتخاذ القرار في هذا الشأن؟
تعتبر فورتنايت واحدة من أشهر الألعاب في عالم الألعاب الإلكترونية، حيث تسيطر على قلوب الملايين من اللاعبين حول العالم. وعلى الرغم من نجاحها الكبير والشعبية التي تتمتع بها، إلا أن اللعبة قد واجهت انتقادات كثيرة في السنوات الأخيرة بسبب بعض الممارسات التي تم اتهامها بها.
الخداع في شراء العناصر الرقمية
على مدار السنوات الماضية، قامت فورتنايت بتقديم العديد من العناصر الرقمية داخل اللعبة مثل الشخصيات الإضافية، والملابس المميزة، والرقائق الافتراضية التي تمنح اللاعبين مزيدًا من التميز في أوقات اللعب. ولكن ما كشفه بعض اللاعبين هو أن هذه العناصر لم تكن مجرد أدوات للترفيه، بل كانت تحمل تأثيرًا نفسيًا أدى إلى دفع اللاعبين، وخاصة الأطفال، إلى إنفاق أموال طائلة دون أن يكونوا على دراية تامة بما يقومون به.
إحدى القضايا التي ظهرت كانت تتعلق بنظام “الشراء التلقائي” أو “المحتوى المدفوع المخفي”، حيث كان بعض اللاعبين يجدون أنفسهم وقد قاموا بشراء عناصر دون أن يقصدوا ذلك بسبب الإعلانات المتكررة داخل اللعبة. هذه الإعلانات كانت تثير رغبتهم في شراء المزيد من الأشياء، مما جعلهم في حالة من الإغراء المستمر، وهو ما يعتبر خرقًا لحقوق المستهلكين.
القضية القانونية والتعويضات
وبعد مطالبات عدة من قبل اللاعبين، تم رفع دعوى قضائية ضد مطوري اللعبة، حيث أُتهموا بإجراء ممارسات غير قانونية تتعلق بخداع اللاعبين وتحفيزهم على الدفع بشكل غير شفاف. وعلى إثر هذه القضية، قررت المحكمة الفيدرالية منح تعويض مالي قدره 72 مليون دولار للاعبين المتضررين من هذه الممارسات.
وكانت الدعوى قد شملت ادعاءات حول استخدام آلية للشراء التلقائي داخل اللعبة، حيث كان يتم الخصم من حسابات اللاعبين بشكل غير متوقع. كما طالبت الدعوى بتوقف فورتنايت عن إخفاء محتوى مدفوع داخل اللعبة بطريقة تستهدف اللاعبين من خلال أساليب غير أخلاقية.
التأثير النفسي على اللاعبين
إن تأثير هذه الممارسات لم يكن فقط ماديًا، بل امتد ليشمل تأثيرًا نفسيًا على اللاعبين. فقد أفادت التقارير أن بعض اللاعبين تعرضوا للضغط النفسي من خلال التصميم الذي يستخدمه المطورون لجعلهم يشعرون بالحاجة المستمرة للشراء والإنفاق. هذا النوع من اللعب يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية للأطفال والبالغين على حد سواء.
التوجه نحو تصميم ألعاب تعتمد على أساليب الدفع المستمر والاشتراكات كان قد أثار ضجة واسعة في صناعة الألعاب، مما دفع هيئات رقابية إلى التدخل. خصوصًا عندما بدأ يظهر أن بعض الألعاب تستهدف فئة الأطفال، وهو ما يعرضهم لخطر إدمان شراء العناصر الرقمية.
مستقبل فورتنايت بعد القرار
بعد القرار الفيدرالي الذي نص على تعويض اللاعبين، يبدو أن شركة Epic Games، المطورة للعبة فورتنايت، قد بدأت في إعادة تقييم سياساتها. وقد تعهدت الشركة بتحسين الشفافية في طريقة عرض عمليات الشراء داخل اللعبة وتقديم خيارات أكثر وضوحًا لللاعبين، بهدف تفادي الوقوع في هذه الأخطاء في المستقبل.
من المتوقع أن تشهد فورتنايت بعض التغييرات في طرق التسويق والشراء داخل اللعبة. قد تتضمن هذه التغييرات أيضًا فرض قيود أكثر صرامة على الإعلانات داخل اللعبة التي تهدف إلى دفع اللاعبين إلى إجراء عمليات شراء. هذه الخطوات، إذا تم تنفيذها بشكل جيد، قد تساعد في استعادة ثقة اللاعبين بالشركة.
ردود الأفعال العامة
شهدت القضية العديد من ردود الأفعال من قبل اللاعبين والمجتمع القانوني. فقد عبر الكثير من اللاعبين عن ارتياحهم للقرار، معتبرين أن التعويضات هي بمثابة اعتراف بالظلم الذي تعرضوا له. من ناحية أخرى، دافع بعض المدافعين عن فورتنايت عن الشركة، مشيرين إلى أنها لم تكن تهدف إلى خداع اللاعبين، وإنما كانت تسعى إلى تقديم تجربة أفضل من خلال العناصر المدفوعة.
ومع استمرار هذه القضية، من المرجح أن تتابع الحكومات والهيئات التنظيمية حول العالم قضية فورتنايت عن كثب. وقد يؤدي ذلك إلى تغييرات كبيرة في كيفية تنظيم عمليات الشراء داخل الألعاب الإلكترونية بشكل عام.