البشر قد يحملون المفتاح لبناء حياة على المريخ

في خطوة تثير الحماس والدهشة على حد سواء، اقترح فريق من العلماء فكرة استثنائية يمكن أن تسهم في تسريع إنشاء مستوطنات بشرية على سطح المريخ. الفكرة تعتمد على استخدام دماء رواد الفضاء أنفسهم كمادة أساسية لبناء الهياكل والمستوطنات المستقبلية. هذه الفرضية المثيرة جاءت نتيجة بحث علمي معمق يهدف إلى تخطي العقبات المتعلقة بإرسال كميات هائلة من مواد البناء من الأرض إلى الكوكب الأحمر.

مشكلة الموارد على المريخ

يعرف الجميع أن إنشاء مستوطنات دائمة على المريخ يتطلب موارد هائلة. ولكن العقبة الكبرى تتمثل في التكاليف الباهظة لنقل هذه الموارد من الأرض إلى المريخ، حيث يمكن أن تصل تكلفة نقل كيلوغرام واحد من المواد إلى مئات الآلاف من الدولارات. ولهذا، يحاول العلماء إيجاد حلول تعتمد على استخدام الموارد المتاحة محليًا على المريخ أو توفير بدائل عملية أخرى، وهو ما جعل هذه الفكرة تبرز كخيار مثير للاهتمام.

الدم والخرسانة الحيوية: مزيج غير مألوف

الفكرة الجديدة تعتمد على استخراج البلازما والبروتينات الموجودة في دماء رواد الفضاء واستخدامها كمكون أساسي في إنشاء مادة تُعرف باسم “الخرسانة الحيوية”. هذه المادة تُخلط مع تربة المريخ المحلية، مما ينتج مادة قوية للغاية يمكن أن تُستخدم لبناء الجدران والهياكل المختلفة. بالإضافة إلى الدم، يمكن أن تُستخرج البروتينات من عرق رواد الفضاء ودموعهم، مما يجعل الجسم البشري مصدرًا مستدامًا لهذه المواد خلال فترة وجودهم على الكوكب الأحمر.

التجارب الأولية واختبار الفكرة

أجرى العلماء تجارب على إنتاج الخرسانة الحيوية باستخدام بروتينات موجودة في ألبومين المصل البشري. النتائج أظهرت أن المادة الناتجة تتميز بقوة ضغط تضاهي الخرسانة التقليدية المستخدمة على الأرض. وأشار الباحثون إلى أنه بإضافة اليوريا (الموجودة في بول الإنسان) إلى المزيج، يمكن زيادة قوة المادة بشكل كبير.

التحديات الأخلاقية والطبية

رغم أن الفكرة واعدة، إلا أن هناك تحديات أخلاقية وطبية لا يمكن تجاهلها. جمع الدم والبروتينات بشكل دوري من رواد الفضاء قد يضعهم في خطر صحي نتيجة فقدان المواد الحيوية المهمة. لذا، يجب أن تُصمم بروتوكولات صارمة تضمن سلامة رواد الفضاء أثناء تطبيق هذه الفكرة.

البدائل والمستقبل

إلى جانب استخدام الدم، يعمل العلماء على تطوير طرق أخرى تعتمد على مواد موجودة في البيئة المريخية، مثل الكبريت والتربة المحلية، لتقليل الاعتماد على جسم الإنسان كمصدر للمواد. هذه الجهود تسعى إلى تعزيز الاستدامة وضمان نجاح البعثات المستقبلية.

فوائد الفكرة على المدى الطويل

إذا نجحت هذه التقنية، فإنها قد تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تصميم وإدارة البعثات الفضائية. الاعتماد على جسم الإنسان كمورد يمكن أن يقلل من الحاجة إلى إرسال موارد إضافية من الأرض، مما يخفض التكاليف ويزيد من فرص إنشاء مستوطنات دائمة على المريخ.