ناسا تستثمر 11.5 مليون دولار لدعم تصميمات طائرات صديقة للبيئة”

ناسا تستثمر 11.5 مليون دولار لدعم تصميمات طائرات صديقة للبيئة”

في خطوة هامة نحو تحسين الاستدامة في صناعة الطيران، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن تخصيص 11.5 مليون دولار لدعم خمس دراسات تهدف إلى تطوير تصاميم طائرات منخفضة الانبعاثات. يأتي هذا القرار في إطار مساعي الوكالة لتقليل التأثير البيئي لصناعة الطيران، والتي تعتبر أحد أكبر مصادر انبعاثات غازات الدفيئة على مستوى العالم. هذا الاستثمار يهدف إلى دفع عجلة الابتكار في تكنولوجيا الطائرات، وتعزيز قدرة هذه الطائرات على العمل بكفاءة أكبر وتقليل آثارها البيئية.

دعم الابتكار في تكنولوجيا الطيران

تسعى ناسا من خلال هذه الاستثمارات إلى تعزيز المشاريع البحثية التي تركز على تقنيات جديدة قد تساهم في تحويل صناعة الطيران إلى بيئة أكثر استدامة. تم اختيار خمس دراسات من بين العديد من المقترحات التي تم تقديمها، وكل واحدة منها تعمل على تقديم حلول جديدة لخفض الانبعاثات الناتجة عن الطائرات. ستعكف هذه الفرق البحثية على دراسة طرز طائرات مستقبلية تعتمد على الوقود المستدام أو الطاقة الكهربائية، والتي من المتوقع أن تساهم بشكل كبير في تقليل البصمة الكربونية لهذه الصناعة.

إن تمويل هذه الدراسات يعتبر خطوة استراتيجية من ناسا نحو تطوير تقنيات حديثة تستطيع تحسين الأداء البيئي للطائرات دون التأثير على كفاءتها التشغيلية. ومع تزايد الطلب العالمي على السفر الجوي، فإن استخدام تكنولوجيا الطائرات منخفضة الانبعاثات قد يشكل حلاً عملياً للمشاكل البيئية الناتجة عن الانبعاثات الضارة.

كيف سيسهم هذا الاستثمار في تقليل انبعاثات الطائرات؟

من المعروف أن قطاع الطيران يمثل نسبة كبيرة من انبعاثات الكربون العالمية، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً في جهود مكافحة التغير المناخي. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن تحسين تكنولوجيا الطائرات بشكل مستدام يمكن أن يسهم في تقليل هذه الانبعاثات بشكل كبير. وتستهدف دراسات ناسا الخمس بشكل رئيسي البحث في تحسين تقنيات الوقود، مثل الوقود الحيوي والمستدام، وكذلك تحسين كفاءة الطائرات نفسها من خلال تصاميم جديدة قد تساهم في تقليل استهلاك الوقود.

في هذا السياق، تشير الدراسات الأولية إلى أن استخدام الوقود المستدام قد يقلل من انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بالوقود التقليدي. كما يمكن أن تسهم الطائرات الكهربائية في تقليل الانبعاثات بشكل أكبر، حيث تعمل بعض الدراسات على تطوير طائرات صغيرة تعمل بالكامل بالطاقة الكهربائية، وهو ما يمكن أن يكون حلاً مثاليًا للرحلات القصيرة والمتوسطة.

تطبيق هذه التقنيات في المستقبل

إضافة إلى دعم هذه الأبحاث، تعتزم ناسا التعاون مع الشركات الكبرى في صناعة الطيران لتطبيق هذه التقنيات على أرض الواقع. تعد هذه المرحلة محورية لأنها ستحدد مدى إمكانية تنفيذ هذه التصاميم الجديدة ضمن متطلبات السلامة والكفاءة التشغيلية التي يحتاجها قطاع الطيران العالمي. كما تسعى ناسا إلى وضع معايير جديدة للصناعة يمكن أن تُسهم في تفعيل استخدام تكنولوجيا الطائرات منخفضة الانبعاثات بشكل أوسع.

من المتوقع أن تلعب هذه الطائرات دوراً مهماً في المستقبل القريب، حيث سيعتمد قطاع النقل الجوي بشكل كبير على تقنيات مبتكرة لتلبية متطلبات السفر الآمن والسريع مع الحفاظ على البيئة. وقد تشمل هذه التقنيات أيضاً تطوير أنظمة إدارة الطائرات التي تساعد في تحسين كفاءة استهلاك الوقود والحد من التلوث الصوتي، وهو أمر مهم أيضًا في المدن الكبرى التي تعاني من تلوث الهواء.

التحديات والفرص

ومع أن ابتكار طائرات منخفضة الانبعاثات يعد خطوة هامة نحو المستقبل، فإن هذه العملية تواجه العديد من التحديات. فإلى جانب التحديات التقنية المرتبطة بتطوير الطائرات التي تعمل بالوقود المستدام أو الطاقة الكهربائية، تبرز أيضاً بعض التحديات الاقتصادية. فتكاليف تطوير هذه الطائرات قد تكون مرتفعة، خاصةً في مراحلها الأولى، ما يتطلب دعماً مستمراً من الجهات الحكومية والشركات الخاصة لضمان استدامة هذه المشاريع.

ومع ذلك، يفتح هذا الاستثمار فرصًا كبيرة في مجال البحث والتطوير، حيث يتيح للمبتكرين والمهندسين العمل على حلول غير تقليدية قد تُسهم في تحويل صناعة الطيران إلى واحدة أكثر مراعاة للبيئة. قد يؤدي ذلك إلى تحسين سمعة شركات الطيران العالمية بشكل كبير، إذ يمكن أن تتبنى هذه التقنيات لتلبية مطالب الركاب المتزايدة للحد من انبعاثات الكربون.

إن خطوة ناسا هذه تمثل بداية جديدة في مسيرة صناعة الطيران نحو الاستدامة البيئية. من خلال دعم دراسات الابتكار في تصميم الطائرات منخفضة الانبعاثات، تأمل ناسا  على البيئة. إن الاستثمار في هذه الدراسات يعد خطوة مهمة نحو الحد من آثار التغير المناخي وتحقيق توازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على كوكبنا.