محطة الفضاء الدولية تناور لتجنب حطام فضائي للمرة الثانية خلال أسبوع

محطة الفضاء الدولية تناور لتجنب حطام فضائي للمرة الثانية خلال أسبوع

تواصل محطة الفضاء الدولية (ISS) تأكيد أهميتها كبنية تحتية حيوية للبحث العلمي والتعاون الدولي في الفضاء، لكن المخاطر المحيطة بها تتزايد يومًا بعد يوم. مؤخرًا، اضطرت المحطة إلى القيام بمناورة طارئة لتفادي قطعة من الحطام الفضائي للمرة الثانية خلال ستة أيام فقط، مما يعكس التحديات المتزايدة لإدارة المخلفات الفضائية التي تهدد الأنشطة الفضائية المستقبلية.

تنامي التهديدات من الحطام الفضائي

تتعرض محطة الفضاء الدولية بشكل متكرر لخطر الاصطدام بالحطام الفضائي الناتج عن الأقمار الصناعية التالفة، عمليات الإطلاق، أو حتى الحطام الناتج عن الاصطدامات السابقة بين الأجسام في المدار الأرضي المنخفض. هذه القطع الصغيرة التي قد تبدو غير مؤذية يمكن أن تسبب أضرارًا هائلة بسبب السرعات العالية التي تتحرك بها في الفضاء، والتي تتجاوز أحيانًا 28,000 كيلومتر في الساعة.

في الحادث الأخير، استلزم الأمر تشغيل محركات المحطة لتغيير مدارها بمقدار كافٍ لتجنب قطعة من الحطام تمر بالقرب من المحطة. تأتي هذه المناورة بعد أيام قليلة فقط من تحرك مماثل لتفادي حطام آخر. هذه الحوادث تعكس الحاجة المتزايدة لتحسين أنظمة التنبؤ بالمخاطر وتنظيم إدارة الفضاء.

مناورات دقيقة ومخاطر محسوبة

عندما يتم رصد قطعة من الحطام الفضائي في مسار قريب من محطة الفضاء الدولية، تبدأ فرق التحكم الأرضي في تحليل المسار بدقة. إذا تبين أن الحطام يشكل خطرًا محتملًا، يتم تنسيق عملية مناورة تُعرف بـ”الاحتراق المداري”. خلال هذه العملية، تُشغّل محركات المحطة لتغيير المدار بشكل طفيف ولكنه كافٍ لتجنب التصادم.

المناورة الأخيرة تطلبت تشغيل محركات مركبة روسية ملتحمة بالمحطة لتعديل المدار، وهو إجراء يتم بعناية فائقة لضمان سلامة رواد الفضاء على متن المحطة، بالإضافة إلى حماية المعدات الحساسة.

الحطام الفضائي: تحدٍ عالمي

مع تزايد عدد الأقمار الصناعية والبعثات الفضائية التجارية، ازداد حجم الحطام الفضائي بشكل كبير. تشير تقديرات وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) إلى وجود أكثر من 36,000 قطعة من الحطام بحجم يزيد عن 10 سنتيمترات تدور حول الأرض، إضافة إلى مئات الملايين من القطع الأصغر التي يصعب تتبعها.

إدارة هذا الكم الهائل من الحطام تمثل تحديًا كبيرًا، حيث يتطلب ذلك أنظمة متطورة لرصد وتتبع الأجسام في المدار. كما أن التعاون الدولي يلعب دورًا أساسيًا في مشاركة البيانات بين الدول لتجنب الحوادث.

الجهود الدولية لمعالجة المشكلة

تسعى العديد من المنظمات الدولية، مثل وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، إلى تطوير تقنيات جديدة للتعامل مع الحطام الفضائي. تشمل هذه الجهود تصميم أنظمة لتنظيف المدار الأرضي باستخدام شبكات، أشعة الليزر، وحتى روبوتات قادرة على جمع الحطام.

من ناحية أخرى، يتم فرض سياسات تهدف إلى تقليل الحطام الجديد، مثل إلزام الشركات المشغلة للأقمار الصناعية بإزالة أقمارها بعد انتهاء عمرها الافتراضي من المدار أو إدخالها في مدارات منخفضة تحترق فيها عند دخولها الغلاف الجوي.

مستقبل المحطة في ظل المخاطر المتزايدة

مع اقتراب انتهاء عمر محطة الفضاء الدولية خلال العقد الحالي، تعيد هذه الحوادث تسليط الضوء على أهمية إيجاد حلول مستدامة للتحديات التي يواجهها المدار الأرضي. في حين أن المناورات الحالية تُظهر قدرة الفرق الأرضية على التعامل مع التهديدات الفورية، فإن الحلول طويلة الأمد تتطلب استثمارات كبيرة في التكنولوجيا والسياسات الدولية.

الكلمات المفتاحية: محطة الفضاء الدولية، الحطام الفضائي، المناورات المدارية، المخاطر الفضائية، المدار الأرضي المنخفض، وكالة ناسا، التحديات الفضائية، التعاون الدولي في الفضاء.